تصريحات جيروم باول تقلب الموازين وتؤثر على مسار الدولار .. فماذا عن الذهب ؟

تصريح جيروم باول والتقرير الاسبوعي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

 

 

على الرغم من أن الدولار الأمريكي عزز من مكاسبه في الأسبوع الماضي، حيث صدرت بيانات البطالة التي أفادت بتراجع إعانات البطالة بأقل من التوقعات ومقارنة بالقراءة السابقة أيضًا. وهو الأمر الذي يحفز الفيدرالي نحو الحفاظ على سياسته النقدية المتشددة بأريحيه مما يدعم الدولار للمزيد من الصعود .

ولكن دوما تأتي المفاجئات والتحولات في تداولات الجمعة حيث شاهدنا معاودة هبوط الدولار الأمريكي وعودة صعود الذهب ولكن ما هي الأسباب وراء تلك التحولات الفجائية ؟ وما هي التوقعات للأسبوع المقبل ؟ وما هي البيانات الهامة التي تنتظرها الأسواق ؟

شاهد التقرير المصور المرفق بالتقرير حتى يكتمل لك الصورة لديك وأنتظر تقريرنا الفني الذي يشمل على دراسة السلوك السعري للدولار والذهب والذي يحمل مفاجئات عديدة .. أتمني أن أقدم لكم شيء مختلف 
كل ذلك على قناتنا بالأكاديمية الإقتصادية باليوتيوب 

 

تصريحات جيروم باول تقلب الموازين :

لكن يوم الجمعة تحديدا نتوقف قليلاً من أجل تحليل تصريحات جيروم باول والذي تسببت في تغير مفاجئ  بالمزيد من الضغط على الدولار وصعود الذهب ولابد أن نعي هذه التصريحات جيدا ، حيث صرح جيروم باول ”رئيس الفيدرالي الأمريكي“: بأن التضخم أعلي بكثير من هدف الفيدرالي ، وقد لا يكون الفيدرالي مضطر إلي رفع الفائدة أكثر بسبب تشديد شروط الائتمان المصرفي .

 

تحليل :

هذا يعني بأن الفيدرالي بات قريبا من عملية تثبيت معدل الفائدة لتقليل الضغط على البنوك الأمريكية التي تعاني من رفع معدلات الفائدة والتي تسبب في تعثر العديد من البنوك الأمريكية بالإضافة تزايد المخاوف من حدوث ركود إقتصادي لتوافر عدة عوامل ساهمت في إزدياد تلك المخاوف ، بالإضافة أن جيروم باول أستبدل عملية تشديد شروط عمليات الائتمان بديلا عن رفع معدل الفائدة والتي قد يكون لها نفس التأثير في تخفيض الإنفاق الاستهلاكي للضغط على التضخم . 
ولكن هل فعليا الفيدرالي سيقدم على هذه الخطوة بتثبيت الفائدة ؟ لعل الصورة التالية توضح بأن أداةمراقبة الفيدرالي آيضا نسبة التصويت على تثبيت الفائدة وصلت فوق 82% كما هو واضح في الصورة

 

 

جيروم باول أضاف في تصريحاته :

بأن الأسواق تقوم بتسعير الفائدة بمسار مختلف عن بنك الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الحالية تدعم وجهة النظر القائلة بأن خفض التضخم سيستغرق وقتاً وأن الفيدرالي قطع شوطاً طويلاً فيما يتعلق بعدم اليقين بشأن الآثار المتأخرة للسياسة النقدية .

 

تحليل :

هنا أعتراف من جيروم بتأخره في رفع الفائدة ما بعد كورونا بالتالي استمراره بسياسة التشديد النقدي تعويضا للوقت الذي تأخر فيه لرفع الفائدة ، بالإضافة إنتباهه بأن الأسواق لها تسعير أخر وتقييم مختلف عن الفيدرالي الأمريكي حيث بدأت الأسواق تسعر بضرورة تثبيت أو خفض معدلات الفائدة ويظهر ذلك في السلوكيات السعرية لمؤشر الدولار الأمريكي في ظل وجود العديد من التحديات التي تواجه الإقتصاد الأمريكي منها المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي ومخاوف سقف الدين والتي تضعف من الثقة في الدولار الأمريكي بالإضافة إلي التحديات التي تتجه إلي إزالة الدولرة حيث أصبحت تلعب عملات الأسواق الناشئة دوراً أكبر في المدفوعات الدولية مما قد يزيد من إضعاف الدولار الأمريكي .

 

هبوط الدولار على الرغم من إستمرار أزمة:

ربما البعض يتخيل أن حل أزمة سقف الدين يدعم صعود الدولار ليس هذا صحيح فإن رفع سقف الدين يعني المزيد من طباعة الدولار الأمريكي يعني زيادة المعروض الدولاري وهذا في حد ذاته يزيد من ضعف الدولار الأمريكي ولكنه يقلل من مخاوف الركود وحدوث أزمة إقتصادية عالمية بصناعة أمريكية

مع الإعتبار بأن التخلف عن سداد الديون الأمريكية أمر كارثي وغير مستبعد بالتزامن مع تعثر البنوك الأمريكية .

 

ما صحة بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتخلف مسبقا عن سداد ديونها ؟

في عام 1979 وبسبب خلل تكنولوجي نتيجة التحول لأتمتة الشيكات المستحقة للمستثمرين في أذونات الخزانة الأمريكية مع تباطؤ الكونجرس في إتخاذ قرار برفع سقف الدين تخلف عن سداد الشيكات المستحقة ووقتها المستثمرين لم يستلموا شيكات عوائد أذونات الخزانة الأمريكية وكانت تبلغ 4000 شيك بإجمالي 122 مليون دولار .

وفي عام 2011 حصل أزمة إقتصادية سياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين في عهد أوباما وبسبب تلك الأزمة تم تخفيض التصنيف الائتماني للاقتصاد الأمريكي لأول المرة في التاريخ  وقتها صعد الذهب وإرتفع بقوة ووصل وقتها إلي مستويات تاريخية عند 1920 دولار للأونص .

 

مخاطر عدم رفع سقف الدين :

ليس من المرجح التخلف عن سداد الديون لكن غير مستبعد أن يتأخر الكونجرس في إقرار رفع سقف الدين كنوع من أنواع التكتيكات السياسة من الجمهوريين والتأثير على شعبية الديمقراطيين إلا لأن في الوقت ذاته البيت الأبيض والديمقراطيين لن يستطيعوا على الموافقة على خفض الإنفاق الحكومي حيث بايدن لن يتنازل عن تخفيض كبير بالإنفاق العام بمقدار يقترب من 1.5 تريليون دولار في ميزانية 2024، لأن تعوقه للوفاء بالتزاماته ووعوده للشعب الأمريكي وهذا أيضا ستؤدي التأثير على شعبيته. ويرى العديد من الخبراء أنه يمكن التوصل لحل وسط يمكن من خلاله تبني تخفيض محدود في الإنفاق الحكومي بنسبة النصف مما طالب به الجمهوريون أي عند حدود 700 مليار دولار بالميزانية القادمة. ولا يزال على كل طرف متمسك بموقفه وادعاء أنه خرج منتصرا منها، خاصة مع بدء موسم الانتخابات الرئاسية، وهو ما قد يعرقل التوصل لحل وسط، لذلك سيكون العواقب وخيمة لو تأخروا في رفع سقف الدين منها :

  • النظام المالي العالمي مصيره مرهون باستقرار أذونات الخزانة الأمريكية وبالتالي اهتزاز الثقة بشكل كبير في الإقتصاد الأمريكي
  • انكماش النمو الاقتصادي الأمريكي بتراجع الناتج المحلي الإجمالي وحدوث ركود إقتصادي هو الاسوا عالميا
  • إرتفاع معدل البطالة قد تصل إلي 7%
  • عدد 6 مليون شخص يفقدوا وظائفهم مع تسريح ضخم للعاملين بالشركات الأمريكية
  • خفض التصنيف الائتماني للاقتصاد الأمريكي يعني ستقل الثقة في الديون الأميركية وزيادة تكلفة الإقتراض.

مسار الدولار والذهب :

المفاوضات للبحث عن حلول لأزمة سقف الدين بين البيت الأبيض والجمهوريين توقفت مؤقتاً مما سيعطي الفرصة لصعود الذهب في ظل ضبابية وتزايد عدم اليقين بشأن قضية سقف الديون الأمريكية .

مع توافر العديد من العوامل التي تدعم صعود الذهب والمزيد من الضعف للدولار الأمريكي في ظل توقعات الأسواق بأن تثبيت معدل الفائدة بات قريباً جدا .

ولكن
الأسواق في إنتطار هذا الأسبوع العديد من البيانات الإقتصادية الهامة والتي قد تساعد الفيدرالي في تحديد معدل الفائدة التي ستقرها في آجتماعه القادمة فهل سيكون هناك مفاجئات ؟

المفاجئة :
حسب تحليلي للسلوك السعري للدولار يشير بأن مؤشر الدولار فعليا ربما يصحح هبوطيا هذا الأسبوع مؤقتا ولكن بنظرة فنية على فريمات كبير الأسبوعي حنلاحظ بأن الدولار بيتوجه لتكوين نموذج القاعين W صحيح لم يكتمل لكن هناك بعض الإثباتات التي تؤكد بإحتمالية صعود الدولار لملامسة خط عنق تلك النموذج عند مستويات 105.673 نقطة ولعل ستجد هذه التوضيحات الفنية بالتقرير الفني الذي سأطرحه لاحقا بعد هذا التقرير وهو تحت المونتاج حاليا 
وإكتشافي لهذا السلوك السعري يوضح بأن الفيدرالي إحتمال كبير سيفاجئ الأسواق برفعه لمعدل الفائدة بأجتماعه القادمة أو أن هناك حدث سيحدث سيعمل على إنعاش الدولار فعليا 
في الوقت ذاته
الذهب لديه مؤشرات سلبية فنياً وضحتها بالتقرير الفني أيضا وهذه النظرة تتماشي مع تحليل للدولار .

الخلاصة :

عدم يقين وضبابية في أزمة سقف الدين ولو حلت الأزمة ده يعني المزيد من المعروض الدولاري يعني المزيد من هبوط الدولار مع إحتمالية توجه الفيدرالي إلي تثبيت معدل الفائدة في أجتماعه القادم ولو حتى رفع الفائدة 25 نقطة أساس فلن يكون لها تأثير كبير على الدولار

ولكن مسار الدولار فنياً بأن هناك شيئ ما سيحدث سيجعل الدولار يعود للصعود مجددا وأظهرت ذلك لكم فنيا وأحيانا السلوك السعري بيكون مؤشر لما سيحدث لاحقا فهل يصدق التحليل هذه المرة ؟

 

تقبلوا تحياتي
د. محمد الغباري